اي مؤامرة تحاك ضد رئيس الجمهورية في تونس؟
بقلم الاستاذ عماد السبري
لاشك أن جميع المتابعين والملاحظين للوضع السياسي في تونس فوجئوا ببروز شخصيتان متناقضتان ومرورهما للدور الثاني.
شخصية نبيل القروي الذي عمل على الوضع الاجتماعي المتردي لبعض جهات الجمهورية خاصة الفقيرة منها…
غير أن هذه السياسة لم تحقق النجاح المطلوب بالمناطق الساحلية باعتبار أن المستوى المعيشي اكثر ارتفاعا…. والجنوب التونسي باعتبار ان العروشية لازالت مسيطرة… واين تنتشر ظاهرة الكونترة التي ساهمت في تطور الدخل الفردي بهذه المناطق.
شخصية قيس سعيد الذي وجد في انهيار القيم وانتشار الفساد والمحسوبية وتراجع المستوى المعيشي وارتفاع نسبة البطالة داخل شريحة الشباب وأصحاب الشعهائد العليا مادة دسمة للترويج للتغيير …تغيير لم تتضح ملامحه بعد .
تغيير لازال يفتقد لبرنامج أو لخطة في ظل نظام سياسي عقيم … نظام سيجعل من انهيار شعبيته اذا لم يسارع باقتراح تغييره.
لئن اختلفت الشخصيتان الا أنهما اهتديا إلى الوصفة السحرية …الاتصال المباشر وولوج إلى قلوب الناس وبطونهم.
طريقة أدت إلى فوز قيس سعيد وتصدر المشهد رافقها حالة وعي جلبت لها أنظار العالم…هذه الحالة سرعان ما بدأت في الافول لتذكرنا بتلك الحالة المماثلة ابان ثورة 2011.
هذه الحالة تذكرنا بشخصية الباجي قائد السبسي ابان فوزه بانتخابات 2014…روجوا له انه الفاتق الناطق… ليقع تحميله بعد ذلك مسؤولية الفشل…فشل كان وسيظل نتاج نظام سياسي وانتخابي عقيم… سعى البعض لتكريسه لضمان تواجدهم الدائم سواء كانوا في الحكم أو في المعارضة…نظام يفتقد لاي إمكانية للتقييم أو المحاسبة.
السؤال المطروح اليوم هل ستسلك حركة النهضة وحلفاؤها نفس المنهج الذي اعتمدته مع الباجي قائد السبسي حتى يتم قضم شعية قيس سعيد شيئا فشيئا.؟
هل سيظل ساكن قرطاج الجديد صامتا عن تردي الوضع …
وزارات معطلة بالجملة … إدارة مشلولة في انتظار الحكومة الجديدة.
ان كان الرئيس الجديد يرفض الخوض في مسائل تهم الامن القومي فهل شرع في تقييم عمل سفارتنا بالخارج.؟
فاغلب السفارات مجرد تمثيليات للدولة دون أي دور ترويجي البلاد يواكبها ضعف على مستوى التواصل وربط العلاقات لازلت أذكر سفيرنا بموريطانيا هذه الدولة التي تكن لتونس بورقيبة حبا منقطع النظير …هذه الدولة التي لمست من خلال بعض المقابلات الفردية فرصة كبرى لكلا البلدين لتطوير جميع المجالات الاقتصادية والتجارية والعلمية والسياحية والفلاحية.
لازلنا في انتظار نية اقتراح رئيس الجمهورية إعادة هيكلة التركيبة الوزارية على غرار دمج كل من وزارة التربية والتعليم العالي والتكوين المهني ضمن وزارة واحدة أو إلغاء بعض الوزارات على غرار وزارة الشؤون المحلية والبيئة أو وزارة المرأة ووزارة حقوق الإنسان.
وكذلك بعض الوكالات لإدماج الوكالات العقارية (السكنى والصناعة والسياحة وSNIT و Sprolos.)ضمانا لجدى عملها
ولا حد من إهدار المال العام.
لازلنا في انتظار نظرته لمعالجة حالة عديد المؤسسات العمومية المنهارة.
ان غدا لناظره لا قريب ونتمنى أن لا يدغ قيس من نفس الجحر الذي لدغ منه الباجي قائد السبسي فأفل نجمه وانهار حزبه… فاودت بحياته قلة حيلته وغدر محيطيه وسذاجة ابنه.