مصطلحات ومفاهيم سياسية
مقدمة
منذ أن وجدَ الانسان على الأرض وهو يحاول فهم هذا العالم من خلال تعامله مع الأشياء والمدركات الحسّية العديدة ومروره بالخبرات والمواقف المختلفة وفي محاولته هذه كان يلجأ دائما الى عقدِ المقارنات بين الأشياء التي يتعامل معها والمواقف التي يمرّ بها لايجاد اوجه الاختلاف واوجه الشبه بينها ، ثم يقوم بتصنيفها الى فئات او اصنافٍ بناءً على خصائصِها المشتركة ، لكي تكون اكثرَ فهماً بالنسبةِ له ، واكثرَ قابلية للتطبيقِ في المواقفِ الأُخرى الجديدةِ فالسياسة بمصطلحاتها فرضتْ نفسها على الجميع لتصبح الثقافة السياسيّة ذلك الفرع المنبثق عن الثقافة العامة ضرورة .فلكل لفظ أو كلمة دلالة محددة ومعينة ومتفق عليها بين المتخصصين في علم ما بأنه لفظ موجز يرتبط بصورة ذهنية مكونة مسبقاً لدى المتلقى عن شيء معين في العالم المحيط. فكل علم أو مجال له مصطلحاته الخاصة به، كالمصطلحات الطبية والهندسية والتاريخية والفنّية والدينية وغيرها من المصطلحات التي تهم اكثر المختصين بالمجال الذي ترمز إليه،والمعنى هو المفهوم المقصود باللفظ وبالشيء عموما ويمتاز باستمرارية تغيرّه وتطوّره وقد تعددت تصنيفات المفاهيم تبعاً لتعدد زوايا الرؤية للمفهوم من طرف المجتمعات وبالتالي قد يصبح المصطلح احيانا يحمل اكثر من مفهوم وقد تتغير الدلالات نتيجة التحوّلات السياسية في المجتمعات وعملية التفسير والتاويل التي تخضع لثقافات الشعوب المختلفة …إن اغلب الكلمات في اية لغةٍ من اللغاتِ تشير الى اصنافٍ وفئاتٍ من الرموزِ او الأشياء او الحوادث اكثر من اشارتها الى شواهدِ هذه الفئات وعادة يكون من الضروري استخدام كلمات محددة لجعل كلمة واحدة من هذه الأصناف العامة تشير الى شاهدٍ بعينه .هذا الكتاب يحتوي على اغلب المصطلحات والمفاهيم السياسية التي فرضها التداول المستمرعبر وسائل الاعلام وتقديمها للقاريء باختصار بما ان البلاغة هي بلوغ الغرض في أقل ما يمكن من الكلام.
بلقاسم الخمار
السياسة
السياسة هي فن ممارسة القيادة والحكم وعلم السلطة أوادارة الدولة، وأوجه العلاقة بين الحاكم والمحكوم. ويمكن القول هي النشاط الاجتماعي الفريد من نوعه، الذي ينظّم الحياة العامة، ويضمن الأمن ويقيم التوازن والوفاق من خلال القوة الشرعية والسيادة، بين الأفراد والجماعات المتنافسة والمتصارعة في وحدة الحكم المستقلة على أساس علاقات القوة، ومهما كثرت التعريفات، فإن السياسة من حيث كونها الوسيلة الاجتماعية الوحيدة للتنسيق والتوفيق بين المطالب السياسية والاجتماعية اللامتناهية للفئات والجماعات الاجتماعية بين الموارد المتناهية والمحدودة للمجتمع عن طريق تنمية مشاعر التضامن الاجتماعي وحفظ السلم والاستقرار، كما ان السياسة شكلت تاريخيا الأرضية الأساسية الضرورية للتمدّن والحياة الاجتماعية المتقدمة. أما بالنسبة لمصطلح “العلوم السياسية” فتعريفه دراسة السّلوك السياسي وتفحّص نواحي وتطبيقات السياسة
السُلطة السياسية
السُلطة هي التأثير باستخدام القوة على مجموعة من الأفراد، أو الجهات من خلال التحكم بإصدار القرارات النهائية وفق مجموعة من القواعد القانونية، وتعرف أيضاً، بأنها توجيه سلوك مجموعة من الأشخاص، من خلال التأثير عليهم وفقاً لتطبيقات وأحكام تشريعيّة تحصل عليها السلطة بناءً على موقعها في قمة الهرم الإداري أساس السلطة هو وجود شرعية لها بناءً على دستور الدولة، أو القانون المتبع في مكان وجودها، لذلك من واجب السلطة أن تحترم الحقوق الإنسانيّة للأفراد، وتضمن تطبيق كافة المجالات الاقتصادية، والاجتماعية بأسلوب صحيح و السُلطة السياسية هي السلطة التي توجد بيد حكومة الدولة، والتي تقوم بموجبها بالموافقة على مجموعة من القرارات ، لذلك يرتبط تطبيق السلطة السياسيّة بوجود مجموعة من قنوات الاتصال بين كافة الأفراد المرتبطين بالسلطة السياسية، مثل مجلس البرلمان، والمجالس البلدية، وغيرهما. وتمثل الدولة السلطة التي لا تعلوها سلطة في الكيان السياسي. ويتجسد ذلك من خلال امتلاك الدولة لسمة السيادة، لأنها مصدر القانون في المجتمع. وبالإمكان تعريف السياسة على أنها علم السلطة.
الديمقراطية
الديمقراطية : هي أكثر المصطلحات السياسية انتشاراً، تقريباً لا تخلو منها أي خطبة سياسية، وهذا المصطلح مشتق من لفظ يوناني مكون من شقين الأول ديموس ومعناه الشعب والثاني كراتوس ومعناه السيادة، أي سيادة الشعب، أما عن المعني المعاصر للديمقراطية فهي تشير إلى نوع من الأنظمة السياسية الاجتماعية التي تقوم على حكم الشعب بنفسه لنفسه من خلال آليات معينة تمكنه من اختيار حُكامه وممثليه بالمجالس النيابية التشريعية.. وتقوم الحياة الديمقراطية السليمة على أسس المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات، وكذلك تحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية، مع كفالة حرية العقيدة وإبداء الرأي.
اللّيبرالية
الليبرالية: تعني “الحرّية“، وهذا المصطلح يعبّر عن منهج فكري فلسفي، يرتكز في تكوينه على دعامتين أساسيتين هما الحرية والمساواة. برز مصطلح الليبرالية وظهرت كحركة سياسية مستقلة في أواسط القرن الثامن عشر الميلاي المعروفة تاريخياً باسم “عصور التنوير”. جون لوك المُفكر الإنجليزي هو أول من اعتبر فكرة الليبرالية فلسفة مستقلة ووضع لها الأسس التي تقوم عليها، ولاقت الفكرة رواجاً واسعاً بين الفلاسفة وعلماء الاقتصاد من ابناء عصره لاعتراضها الواضح على الثوابت الفكرية الراسخة في ذاك الزمان مثل تأليه الحُكام ومنحهم سلطات مطلقة. دعاة الليبرالية المعاصرين أنفسهم تختلف تفسيراتهم حول ماهية الليبرالية وتوجهاتها، لكن جميع الرؤى تبدأ من ذات المنطلق الحرية والمساواة، لذلك أصحاب المنهج الليبرالي جميعاً يسعون إلى إتاحة مساحة أكبر للحريات المدنية، من خلال آلية انتخابية نزيهة إقامة دولة ديمقراطية على أساس دستوري يحمي حريات المواطن العقائدية والفكرية والشخصية.