الرئيسية / متابعات / تونس على حـافـة الـهـاويـة  وتحتاج الى صوت الحكمة والمسؤولية

تونس على حـافـة الـهـاويـة  وتحتاج الى صوت الحكمة والمسؤولية

تونس على حـافـة الـهـاويـة  وتحتاج الى صوت الحكمة والمسؤولية 

 

قال الدكتور والخبير الاقتصادي السيد ماهر خذر في احدى تدويناته ما يلي :

 تعيش تونس منذ الثورة على صراعات ومحاصصات بين الأطراف السياسية يغلب فيها التركيز على المصلحة الضيقة، والتمسك الشديد بالموقف والمُنطلق، وعدم التزحزح عن وضعية إنطلاق “المفاوضات” رغم ما يبدو من تحاور وتشاور.وتُسمى هذه الإستراتيجية في علوم الإدارة والقيادة إسـتـراتـيـجـيـة حـافـة الـهـاويـة. وهي إستراتيجية تقوم على التفاوض الطويل والممل، والذي يدفع بالطرف الآخر للتسليم.

ونلاحظ هذه الممارسة في مفاوضات تشكيل الحكومة والتي تستوفي كل الآجال لتصل إلي الحافة، وتستنفذ كل الخيارات مع بقية الأطراف لتصل إلى الحافة.

ونلاحظ  هذه الإستراتيجية في سياساتنا المالية وفي المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.

كما تعتمدها الحكومة في المفاوضات الإجتماعية – وخاصة عند التهديد بالإضراب العام.

وللتذكير أن هذه الإستراتيجية لا يمكن أن تكون أسلوب عمل وأسلوب حياة مستمر. وإنما تُعتمد في ظروف معينة ولمدة مُحددة مثل إدارة الأزمات.

لذلك فإن الإستمرار على هذه الممارسة – وأظن أن ليس لديهم غيرها – له آثار سلبية منها:

إنهاك نفسية الشعب التونسي ودخوله في حالة من الهستيريا تعقبها اللامبالاة التي يستوي فيها الحال، ويفقد فيها الشعب حُب الحياة، وهذا خطير جدا.

خطورة الوصول إلى ما نخشاه خاصة فيما يتعلق بالاقتصاد والامن ومقاومة الفساد والفقر يجعلنا نطالب باعلاء صوت الحكمة والمسؤولية فوق كل الاصوات …..

في الحقيقة اسباب الأزمة متعددة من بينها غياب الرؤية و غياب استراتيجية للنهوض ببلدنا، اما الان فيوجد استراتيجية و هي استراتيجية حافة الهاوية و تعسير المفاوضات و لا من مبال بالشعب و الوطن ، اليوم اصبحنا نرى و كأن الشعب تعود على الأزمات و بلغ اليأس اقصاه فلا حل الا الحكمة و الرؤية الاقتصادية والوطنية الهادفة لتغيير الواقع نحو الافضل رغم انف من لا يريدون الخير للوطن .فتونس في هذه المرحلة بالذات تحتاج الى صوت الحكمة والمسؤولية وفي غياب احزاب سياسية وطنية وقوية راغبة في  انقاذ البلاد والعباد فان المنظمات الوطنية قادرة على القيام بدورها في هذه المرحلة الحاسمة بمساعدة رئيس الجمهورية الذي يستمد شعبيته وشرعيته من الشعب ومن الدستور الذي يمنحه حق رئاسة مجلس الامن القومي والاسراع بتكوين حكومة كفاءات وطنية مسالة امن قومي من مشمولات الرئيس دستوريا