صفاقس: حقل الشعال للغاز الطبيعي بين الواقع والخيال !!

قامت الدولة التونسية بالتعاون مع شركة أمريكية منذ نهاية الستينات و تحديدا سنة 1964، بمسح جيولوجي للمنطقة الممتدة من شرق معتمدية  المزونة التابعة لولاية سيدي بوزيد الي حدود منطقة سيدي منصور التابعة لمعتمدية بئر علي بن خليفة من ولاية صفاقس، حيث بيّنت نتائج هذا المسح وجود كميات محترمة من الغاز.

وعلى اثر ذلك تم تحديد مكان لحفر بئر استكشافية بالقرب من معتمدية بئر علي آنذاك وكانت النتيجة محترمة جدا خاصة من ناحية كمية المكثفات المصاحبة للغاز لكن لم يتم استغلال هذا البئر نظرا لارتفاع كلفة استخراج و معالجة الغاز الطبيعي في تلك الفترة.

وفي بداية الالفية الثانية و تحديدا سنة 2006 تم منح رخصة استكشاف  لشركة  كندية ( كنداكس) بالشراكة مع شركة ( سميب) التونسية التي قامت بحفر بئر استكشافية ثانية على بعد مسافة قليلة على الاولى التي تم حفرها في الستينات، وعند الانتهاء من الحفر والقيام بالتجارب الأولية أعلنت الشركة على موقعها الرسمي عثورها على كميات هامة من الغاز في حقل الشعال.

و كان من المنتظر ان تقوم الشركة بحفر أبار أخرى وستنطلق في عملية الاستغلال، لكن فجأة أعلنت عن غلق البئر نظرا لخلل في عملية حفره و تجهيزه وفق قولها!!  وأوقفت نشاطها في هذا الحقل نهائيا بينما لا يزال البئر موجودا الى حد الآن و هو يقع على بعد 2 كيلومتر من المنطقة البلدية ببئر علي بن خليفة.

كما علمنا من مصادر متطابقة أن الشركة الكندية قامت بعد الثورة ببيع  حصتها لشركة أجنبية أخرى، والتي بدورها باعتها لشركة أخرى من دون ان يشهد الحقل أي نشاط أو استغلال.

وفي البحث عن هذا الموضوع يُطرح أكثر من سؤال حول حقيقة العثور على غاز طبيعي في المنطقة وان كان كذلك لماذا لم يتم استغلال هذا الحقل ؟ وماهو موقف الشركة التونسية للأنشطة البترولية و هل اتخذت قرارات بشأن هذا الحقل؟؟….

موضوع مهم كفيل بالمتابعة خاصة وان عملية استغلال الحقل أصبحت ضرورية نظرا لحاجة البلاد لمصادر الطاقة وللعملة الصعبة، كما أن المناطق المجاورة للحقل تعاني من بنية تحتية مهترئة يجب تحسينها ..

عادل