ندوة دولية حول تاريخ وذاكرة اليهود التونسيون
مثّلت البحوث حول تاريخ وذاكرة اليهود التونسيين بجربة موضوع ندوة دولية ساهم بها مخبر التراث بجامعة منوبة والجمعية الدولية بفرنسا لحماية التراث الثقافي ليهود تونس في تظاهرات الاحتفال بالزيارة السنوية للغريبة اليهودية بجربة التي انطلقت رسميا اليوم.
وجاءت الندوة في إطار الاطّلاع على آخر البحوث المتعلقة باليهود التونسيين ومساهمة الجامعة في التفتح على محيطها وتجديد المعارف وانتاج معارف جديدة ولاسيّما انطلاقا من مناسبة دينية وطقوس دينية وفق حبيب الكزدغلي منسق التظاهرة.
وشارك في هذه الندوة ضيوف أجانب وعشرون طالبا وطالبة من كلية الآداب بمنوبة حيث عرضت الاستاذة عفاف مبارك بكلية الآداب بمنوبة في دراسة إحصاء وجردا لمخلفات اليهود في تونس، بيّنت وجود عدة مواقع وتراث مادي هام يمكن أن يدرج ضمن مسلك ثقافي .
وانتهت الدراسة الى أن التراث اليهودي المادّي منه واللامادي قديم في تونس يعود بعض آثاره الى الفترة الرومانية مع وجود ثلاثة مواقع مهمة جدا ومنها « بيعة » في مدينة حمام الأنف اختفت ولم يتبق منها سوى بعض القطع الفسيفسائية بمتحف باردو ووجود مقبرة يهودية آثارها موجودة في قمرت الى جانب وجود معبد بقليبية وتراث لامادي يتعلّق بالممارسات الشعائرية والحياة اليومية والفن وخاصة الغناء والفنون التشكيلية حسب قولها.
وصنّفت معبد الغريبة ضمن التراث المادي متمثلا في المعلم وضمن التراث اللاّمادي متجسما في الزيارة وكل طقوس وشعائرها.
وقدّمت صحفية فرنسية ذات جذور تونسية « مريام لوفان » موقعا عنوانه « ابقى تونسي » نقلت فيه ما يحمله اليهود التونسيون الذين ابتعدوا عن تونس من حنين الى تونس ومدى تعلقهم بها فيما عرض « دانيال لي » من بريطانيا بحثا حول اثار الذاكرة اليهودية في تونس وتاثيرها في تاريخ تونس المعاصر الذي ينجزه بالتعاون مع جامعة منوبة.
وحسب الكزدغلي فان مقترحات قدمتها اللجنة المكلفة بإعداد مشروع متحف التراث اليهودي الى وزير السياحة والى رئيس الجمهورية حول مكانه ومتطلباته المادية مشيرا إلى أن من بين المقترحات إما افراده فقط للتراث اليهودي او متحف متنوع يجمع تراث مختلف المجموعات من أمازيغ وسود ويهود وغيرهم، وموضّحا أن المخبر الجامعي ينتج الأفكار والقرار يبقى مرتبطا بأطراف سياسية للتفاعل مع المشروع وإنجازه.
وأطلق مشاركون في الندوة باسم مجموعة من المواطنين التونسيين المنتمين الى الديانات السماوية الثلاث مبادرة دعت فيها الى جعل زيارة الغريبة بجربة مناسبة لتنظيم ملتقيات علمية وفكرية تعمق الحوار حول التنوع العقائدي والروحي وأشكال ممارسة هذه الديانات السماوية بتونس في الماضي والحاضر وذلك سعيا لتكريس القيم المواطنية
كما ان التراث التونسي المادي واللامادي هو ملكا لجميع التونسيين ذلك انه لا يمكن الفصل بين مصادر التراث لانه ابداع مشترك بين ابناء الشعب على مر التاريخ ونلاحظ ان العديد من الابداعات المعمارية والنقوش والحلي والاغاني والاكلات مشتركة بين الجميع لذلك فان التراث التونسي ملكا للجميع