ذكريات من زمن الديكتاتورية
تونس لم تقترض و لو دولارا واحدا من صندوق النقد من 1991 و حتى سنة 2010 ولم تستورد الحليب والماء وعبّاد الشمس من تركيا ولم تستورد علوش العيد ولم تستورد الرش من الخارج ولم ترسل ارهابيين الى بلدان مجاورة ولم يتم الاعتداء على الفنانين والاساتذة الجامعيين ولم يتم تهديد الاعلاميين بالقتل ولم يتم احتلال المساجد من طرف الارهابيين وكان تحفيظ القران يتم في المساجد التي تنفق عليها الدولة ولم تطلب الدولة من المواطنين التبرع لانقاذها وكان صندوق التضامن يوفر موائد الافطار للجميع دون تصويرهم وكان حزب التجمع يوزع الاعانات المدرسية كل عام على الايتام ومساعدة الارامل والشيوخ دون ان يطلب منهم الحضور يوم الانتخابات وكانت 8احزاب معارضة تمارس نشاطها وتتمسح على اعتاب السفارات وكان الفنان والشاعر يدافع على الحريات والديمقراطية بالشعر والسينما والفن وله شعبية اكثر من احزاب المعارضة وكان الامين النهدي والصغير اولاد احمد وعبدالقادر مقداد وتوفيق الجبالي والنوري بوزيد اصوات الراغبين في الاستماع للنقد اللاذع للنظام وكانت الاغنية التونسية جميلة بدون راب وبدون نوفل الورتاني وكان سامي الفهري ينتج للقناة الوطنية مسلسلات محترمة بدون اولاد مفيدة وعلي شورب وكانت الكاميرا الخفية جميلة مضحكة طريفة بلا رعب ولا اعتداء على المواطنين بالسلاح والتمساح والرعب
كان لنا وطن وكنا نستعمل الانترنات بدون خوف واكد بن علي يوم 13جانفي 2011 انه لن يترشح مرة اخرى ومنح الشعب حقوق اكثر منها حرية التعبير وتكوين الاحزاب لدرجة ان الحرية اصبحت حرية الاعتداء على الزوالي وتهديد المواطن بالقتل والاحزاب اكثر من 200 والجمعيات بالالاف لكنها جمعيات تدعم الارهاب والقتل وتنشر المجرمين في المساجد والمدارس ونواب البرلمان يحصلون على الملايين فقط لممارسة الكذب وسرقة اموال الشعب واصبحت العصابات الاجرامية تجوب القرى والارياف لتسرق اغنام الفلاح الزوالي وهو نفس الفلاح الذي يقتله الارهابي ويذبح الراعي واصبحت مهمة وسائل الاعلام اذلال المواطن وانتهاك كرامته بمنح الفرصة للمنحرفين للكذب والتدجيل على اساس انهم زعماء احزاب حتى كرة القدم هواية الشعب دمروها وجلبوا لها جمهورا جديدا مهمته تحطيم المدارج والاعتداء على اللاعبين والمسيرين والضيوف والفرق هو ان تكون معارضا فيستدعيك الامن للتحقيق معك افضل من تكون معارضا وتتلقى 5رصاصات تنهي حياتك ان تكون اعلامي تكتب باسم مستعار في مجلات عربية واوروبية افضل من ان تكون اعلامي وكفنك في حقيبتك بما ان امام الجامع مهمته تحريض الذئاب على قتلك
ان تاكل خبز وماء وانت تبدع باستمرار لتستفز السلطة ولا احد يقتلك افضل من تعيش على وقع جرائم القتل وقطع الرؤوس وانت تشاهد المجرمين ينعمون بخيرات البلد ويهددون حياتك وحياة اطفالك لان امام الجامع اعلمهم ان الله اوصاهم بقتل الكفّار حتى اثناء ركوعهم وسجودهم
الحمدلله على الحياة في بلد يتم فيه غلق المسرح من طرف جنود الشيطان ويتم فيه الاعتداء على الفقراء من طرف اوان الشيطان ويتم فيه قتل احلام الشباب وقتل الشباب في البحر هربا من جحيم يدعي الديمقراطية والحرية والكرامة
الوقاحة لها عنوان هو البرلمان ودستور الاخوان