الرئيسية / منوعات /  البريبري  BRIBRI ابداع الأزياء العصرية من التراث الأمازيغي بقلم …..بلقاسم الخماري  

 البريبري  BRIBRI ابداع الأزياء العصرية من التراث الأمازيغي بقلم …..بلقاسم الخماري  

   

 البريبري  BRIBRI ابداع الأزياء العصرية من التراث الأمازيغي

بقلم …..بلقاسم الخماري

 

أهمّ مكوّنات التّراث الثقافي غير المادّي في شمال افريقيا  هو اللّباس التقليدي باعتباره مكوّنا هامّا للهويّة الوطنيّة ورمزا لما توارثته الأجيال من ثقافة وفنون وحرف ومهارات متراكمة عبر الزّمن ومنتجة لتراث حيّ متجدّد يواكب السياق الحضاري، كما يشهد على حقبات من الماضي، ويثري المشهد الثقافي الكوني باعتباره عنصرا متفرّدا ومتنوّعا.  ذلك ان  اللّباس التقليدي هويّة وطنية وخصوصيّة تونسية

في الجمهورية التونسية برزت مريم البريبري كمصممة ازياء ومبدعة مؤمنة بالهوية التونسية الامازيغية  وهي خريجة القانون والناشطة الحقوقية و لها تجربة صحفية ، أطلقت مريم مشروعا تمثل في صناعة الملابس المستوحاة من الموروث الأمازيغي اصبح في وقت وجيز علامة مميزة  وتصاميمها التي تحمل اسم “بريبري”، والتي تعتبرامتدادا للثقافة الأمازيغية وتوثيقا لتاريخ المنطقة

ان الابداع  في تصاميم البريبري BRIBRI يتضح من  خلال الرسومات والرموز الأمازيغية ورمزيتها باعتبارها تعبيرا عن الحرية والخروج عن المألوف في ما يخص الملابس التي تنتجها داخل الحانوت وحتى هذا الاسم له علاقة وطيدة بالموروث الشعبي وقد اختارت مقرا لمشروعها  بالمدينة العتيقة بصفاقس

وعبر الازياء والالوان والرموز والاشكال تمارس مريم قناعاتها ورغبتها في النضال من  اجل الحرية وحقوق المراة التونسية الامازيغية الحرة مستحضرة شخصية ديبيا التي هزمت الغزاة العرب دفاعا عن حرية شعبها

ابتكارات مريم BRIBRI ليست  مجرد ملابس تقليدية شبابية ،  بل صارت عبارة عن تحفة إبداعية تستمد شرعيتها من الهوية التونسية الاصيلة رسمت فيها أيادي البريبري  لمسة من الجمال والأناقة والحفاظ على التراث والموروث. وتقدم للشباب لباسا يتميز بألوانه المتناسقة ورموزه المميزة حيث يتناسب كلاهما مع الأخر في تناغم يسحر عيون الناظرين ويعيد للبعض عجلة التاريخ للانطلاق  نحو المستقبل .

مريم البريبري تونسية حرة تحمل على كاهلها قضايا هامة مثل حرية المراة ونشر الهوية التونسية الحقيقية المعروفة بالامازيغية متسلحة بالثقافة والرغبة في الابداع وروح التطوع والنضال وتحدي الصعوبات في دولة لا تمنح المبدع أي دعم بل ان بعض القوانين تقف حجر عثرة امام احلام المبدعين عكس مجتمعات اخرى تمنح الفرصة للجميع