الرئيسية / متابعات / حكاية مدينة صفاقس العتيقة

حكاية مدينة صفاقس العتيقة

 

حكاية مدينة صفاقس العتيقة

حين انخرطنا في مشروع أكتشف بلادي كنّا ندرك أنّه يجب أن نقوم بإعداد كتاب يتحدّث عن تاريخ المدينة العتيقة بصفاقس… كتاب موجّه للشباب والأطفال وهو ما يتطلب أن يكون متضمنا لبعض الخصوصيات من نوع التشويق والطرافة والجاذبية

منذ الوهلة الأولى شعرنا بوطأة المسؤولية وصعوبة المهمة فماذا يمكننا أن نضيف الى جانب مئات الكتب التي خطّت حول المدينة العتيقة بقلم مؤرّخين وباحثين يشهد لهم القاصي والداني.

وماذا يمكننا أن نقدم لنجذب اهتمام أقراننا خاصة وأننا في عصر طغت عليه الثقافة الرقمية وهجر فيه الكتاب. ماذا يمكننا أن نقدّم لندفع عنا ما وصمنا به نحن الشباب من سطحية وأنانية وسلبية واغتراب؟

روح التحدي فينا دفعتنا لخوض التجربة لنبرهن من خلالها أنّنا كشباب نطمح إلى تشكيل واقعنا وبناء مستقبلنا… نحب أن نقرأ ونتعلّم ونكتشف لكن بطريقة مغايرة. ولا أدلّ على ذلك من انتشار ثقافة ال manga وال bande dessinée في صفوف الشباب التي يقبل عليها وينغمس في محتواها. من هنا استلهمنا فكرتنا لنقدم منتوجا يعرّف ببعض خبايا تاريخ المدينة العتيقة ويستجيب لفضول ومخيال الشباب.

النتيجة كانت حكاية مصوّرة امتزج فيها الخيال بالتاريخ سافرنا فيها عبر حقبات تاريخية مختلفة من تاريخ المدينة… حقبات اخترناها لما رأينا فيها من أحداث ملهمة أين تواجه البلاد الصعاب وتتجاوزها بفضل تضافر جهود شخصيات وأفراد لا تستكين… أفراد تفكر وتضحّي وتسعى للإصلاح. ولتجسيد حكايتنا اخترنا أماكن مختلفة من المدينة منها ما رأيناه فيها من جمال ومنها ما اخترناه لرمزيته ودلالته التاريخية.

حكايتنا امتزج فيها التاريخ بالخيال لم نسعى من خلالها إلى التأريخ والتوثيق بل سعينا إلى نقل جمال وروح المدينة التي وجدنا ولمسنا… وهو جمال تجاوز الزخرفة والنقوش والأكلات التقليدية ليتجلى في جمال سكّانها الذين عرفوا بالتحدي والشجاعة وعبر حكاياتهم تعلّمنا أن نصمد ولا نستسلم نثابر ولا نستكين ولا نيأس ونؤمن أن هناك دائما حلاّ وخلاص. جمال استلهمنا منه عبر وحكم تساعدنا على تخطّي هذه المرحلة.

بهذا حدّثتنا الكتب والمؤلّفات وبهذا باحت لنا المدينة حين طرقنا أبوابها ومن بوحها نتقاسم معكم بعض أسرارها.

………………

أعضاء نادي التربية المدنية

بمعهد الطيب المهيري بصفاقس