الرئيسية / متابعات / جربتنا حكاية …..  

جربتنا حكاية …..  

جربتنا حكاية ….. 

 

 كيف نقدّم عملا سهر عليه جيل من اليافعين اتّقدوا حماسا، وشباب راهنوا على جمال بلادهم ورخاء وطنهم.. الحلم في عيونهم والوطن حارّ نابضٌ بين جوانحهم. هم جيل تونس المؤمن بمستقبل أفضل، وبيئة أجمل وتراث أكثر صيانة واهتماما… هم الذين صمّموا بعزم دمائهم الفوّارة هذا العمل، ونسجوا بكلماتهم النديّة حلما بوطن وأفقا رحبا للحياة، بعد أن جالوا في الجزيرة وصالوا يسألون ويستمعون وينقلون من الأفواه وعن الدّفاتر تاريخ الأجداد، مستقبل الأبناء والأحفاد يقودهم قائد جسور وأستاذ مؤمن برسالته في نشر هذه القيم التي لا تُعلَّم بل تُعاش، تُمارس بالدّربة وتُعجن من الخبز اليوميّ والدّرس الحقيقيّ. وأحسب أنّ ما كَسِبوه في جولاتهم وما خطّته أناملهم الرّقيقة،وما رأته أعينهم الحالمة سيظلّ وَشْما أبد العمر. وسيرسخ في الوجدان ويعلُق بالقلوب. درسٌ لا يمَّحِي ووسمٌ لا يَبلى.. وتلك صورة من صور التعلّم الحقّ. أكتشف وأتعلّم أو أتعلّم وأنا أتجوّل. ما أحوج مدرستنا التّونسيّة إلى مثل هذه المقاربة البيداغوجيّة المنفتحة حيث المتعلّم قطبها ورحاها، والقسم المفتوح مدارها ومدادُها.. ولقد صار من بديهيّ الأمور أنّ ما كتبه هؤلاء الشّباب، حبّ وطن وعربون انتماء إلى هذه الأرض بماضيها التّليد وحاضرها الرّازح تحت التحوّل والنّسيان، ومستقبلها الآمل بهم بعيونهم النديّة التي ترى ما تُريد. ترى ما لا يُرى… ……

 

الدكتور علي البوجديدي

 المعهد العالي للعلوم الانسانية بمدنين