بقلم لزهر الضيفي … إحياء الذكرى التاسعة لاغتيال البرلماني التونسي منعم الشعباني
احيت ودادية قدماء البرلمانيين التونسيين الذكرى التاسعة لاغتيال الشهيد البرلماني منعم الشعباني اثر تعرضه لعملية حرق مقصود و مباغت بمدينة القصرين مساء يوم 18 ديسمبر 2011 من مجموعة عنيفة تلاحقه الي ان وصل منزل أصهاره و توفي متأثرا بحروقة البليغة بمركز الحروق البليغة ببن عروس يوم 6 فيفيري 2012 و دفن دون ان يهتم به سوى أصدقاؤه المقربون و البعض من زملائه في غياب تام للإعلام و للسياسيين ، بل تم التعتيم على الحادثة و حتى على وفاته التي سجلت كوفاة طبيعية وهو ما جعل من قضيته المنشورة بمحكمة الاستئناف بالكاف تراوح الأروقة لسنوات،،
الشهيد منعم الشعباني هو ذلك الطفل الذي ولد في مقدودش ريف ولاية القصرين يوم 5 جوان 1976 و زاول تعليمه الابتدائي بمدرسة المكان ،،، و ككل خريجي المدرسة الجمهورية، تنقل الي مدينة القصرين لمواصلة تعليمه الثانوي ، ثم الي القيروان لمواصلة تعليمه العالي أين تحصل على الاستاذية في اللغة العربية سنة 1999، ثم شد الرحال الي مدينة سوسة ليتحصل على شهادة التعمق في البحث سنة 2003، ليعود الي القصرين للتدريس بالمعهد الأعلى للفنون و الحرف ،،،،، وهو مسار كل خريجي المدرسة الجمهورية حاملة المصعد الاجتماعي و للطبقة الوسطى و خريج الاكاديمية السياسية للتجمع الدستوري الديمقراطي في دورتها 12
الشهيد منعم الشعباني اصطفاه المناضلون الدستوريون ليكون مرشحهم بالدائرة الانتخابية بالقصرين بالانتخابات التشريعية بمجلس النواب سنة 2009، كانت له مشاركات بارزة في اللجان التشريعية و اتصال متميز بناخبيه بكل أنحاء دائرته الانتخابية وهو ما جعل البعض منه هدفا بعد 14 جانفي 2011 لانه لن يغفل على حال مسانديه إبان تلك الأحداث العسيرة بولاية القصرين ،، و كان محل اتهامات بتحريض أنصاره على التظاهر و العنف خلال شهري جانفي و فيفيري 2011 كذبتها الأبحاث و التحريات، كما وقع ايقافه بمنزله وجلبه الي الأبحاث بتونس ليلة 27 فيفري 2011 صحبة مجموعة من المناضلين الدستوريين تمهيدا للإعلان عن حل التجمع الدستوري الديمقراطي و تحسبا لكل تحركات مناهضة لقرار وزير الداخلية الذي رفع قضية في الامر وهي عملية حاول وزير الداخلية آنذاك كسب الرأي العام الوطني بإيقاف عددا من التجمعيين المؤثرين في جهاتهم بكامل تراب الجمهورية بتهمة بث الفرضي لكن النيابة العمومية لم تأذن بذلك حسب ما ورد على لسان الوزير في لقاء إعلامي سنة 2013.
الشهيد منعم الشعباني كان يحضر جل اللجان و كل الجلسات العامة و عرف في لجنة الحصانة البرلمانية بمواقفه الحادة المساندة لزملائه خاصة في القضايا المرفوعة ذات الغطاء او العمق السياسي٠ و كان، صحبة بعض البرلمانيين، يحملون قضايا الشباب في مشاريع القوانين المعروضة و ذات العلاقة و كانوا أكثر الحريصين على احداث برلمان للشباب
اغتيل منعم الشعباني بصفته النيابية تلك وهو اول اغتيال لبرلماني منذ الإعلان عن الجمهورية في 25 جويلية 1957 و ثاني اغتيال لبرلماني منذ الاستقلال بعد اغتيال حسين بوزيان في يوم 26 مارس 1956 يوم واحد بعد انتخاب المجلس القومي التأسيسي في 25 مارس 1956 و يأتي بعدهما محمد البراهمي في 25 جويلية 2013، كلهم فداء البرلمانين للوطن.
تغمد الله الشهيد منعم الشعباني برحمته الواسعة و رحمة الله على كل شهداء عزة و استقلال الوطن و على الامنيين و العسكريين فداء الوطن ،،، و سنبقى اوفياء لشهدائنا البرلمانيين و ستكون مواعيدنا القادمة احياء ذكرى اغتيال الحسين بوزيان و محمد البراهمي ، كلهم حاضرون في قلوبنا و في وجداننا
و بما أن حب الوطن من الإيمان ، خير ختم الكلام عن الشهيد منعم الشعباني قول الله تعالى في صورة آل عمران ،الآية 169، بعد بِسْم الله الرحمان الرحيم” و لا تحسبن اللذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل هم أحياء عند ربهم يرزقون
بقلم السيد لزهر الضيفي