الرئيسية / إقتصاد / ياسين قويعة رئيس المنظمة الوطنيّة لرواد الأعمال

ياسين قويعة رئيس المنظمة الوطنيّة لرواد الأعمال

ياسين قويعة رئيس المنظمة الوطنيّة لرواد الأعمال

ضيفنا في هذا الحوار ياسين قويعة،رئيس  المنظمة الوطنيّة لرواد الأعمال متحصل على ماجيستير في إدارة الأعمال وماجيستير في الحوكمة والسياسات العامة. أستاذ جامعي سابقا بالمدرسة العليا للتجارة. وصاحب شركة. ناشط جمعياتي. عضو ناشط في الغرفة التونسية الألمانية منذ 7 سنوات. مستشار تجاري لمجمع شركات أوروبية وخبير في التصدير للأسواق الأوروبية والأفريقية..ماذايقول  حول المنظمة الوطنيّة لرواد الأعمال

 

ما هي الدوافع التي كانت وراء تفكيركم في تأسيس هذه المنظمة؟ وهل لتداعيات  جائحة كورونا دور في بلورة هذه الفكرة؟

 

 الواقع أنه منذ الثورة والمؤسسات الاقتصادية التونسية تعاني الأمرّين. فاقتصادنا قد بانت هشاشته بالكاشف نظرا للأزمات العديدة التي شهدها من ذلك التاريخ والتي يعلمها القاصي والداني ولا داعي لتكرارها الآن. بل لعلّ انتشار جائحة كورونا في الأشهر الأخيرة قد زاد الطين بلة، وقام بتعرية الحقيقة المريرة لوضعية مؤسساتنا. وتأكدنا جميعا من هشاشة الوضع، إذ تبيّن بالملموس أن عددا كبيرا من أصحاب المؤسسات سيعلن إفلاسه قريبا ويندثر، وسيكون البقاء للأقوياء فقط. بالأحرى سيكون البقاء لمن تسنده هياكله النقابية والجمعياتية، التي تدافع عن مصالحه وحقوقه لدى الدولة ولدى البنوك والمؤسسات المموّلة. وتبقى المشكلة مع الذين لا سند لهم ولا منظمة تحميهم. هل تعرف أنّ أكثر من 250 ألف موطن شغل مهدّد، لما يعني أن أكثر من 250 ألف عائلة ستجد نفسها مفلسة مفقّرة؟ هل تعرف كم عدد القطاعات المهنية ستتدهور؟ وأنّ جلّ الجهات في البلاد ستعيش شللا لفترات طويلة؟ فمن الذي سيكفل حقّ هؤلاء الذين تطرح منظماتنا أن تكون ممثلا لهم؟ ومن سيساندهم إن لم تقم منظمة تقوم بهذا الدور؟ من سيحاور مع الحكومة وسائر المؤسسات ذات العلاقة من أجلهم؟ فمن هنا جاءت الفكرة وهي أحداث هيكل تنظيمي يجمع الكل من أجل إيجاد السبل لديمومة حياة مؤسساتنا.

 

من تستهدفون في منظمتكم من شرائح مهنية أو عمالية تحديدا؟

 نحن نسعى لأن نكون ممثلين لقوى الإنتاج غير المهيكلة في المنظمات الوطنية الكبرى قائمة الذات.. على غرار منظمات الأعراف ومنظمات العمال.. والشريحة التي نعنيها هي الشريحة التي لم يقع سماع صوتها في هذه المحنة، وبالتالي غاب حقها في  مساعدات الدولة للفئات التي تضررت من كورونا. نحن نعني أصحاب المؤسسات المهنية والتجارية الصغرى أصحاب والمتوسطة، أصحاب المهن الحرة والحرفيين، من كل الجهات والقطاعات، والذين يمتلكون المعرف الجبائي. فكما تلاحظون أن فلسفتنا تقوم على رؤية ما للواقع المجتمعي في علاقة بقوى الإنتاج. وتقوم هذه الرؤية على إيجاد هيكل تنظيمي يؤطر ما يمكن أن نطلق عليه تسمية الفئة الثالثة من قوى الإنتاج. ماذا نعني بذلك؟ نعني أن هناك منظمات مخصصة لتمثيل أرباب رأس المال، كما توجد منظمات مخصصة لتمثيل العمال، وفي حالتنا نحن أرباب المؤسسات هم أنفسهم العمال. وهذه هي ميزتنا.

لو تتفضل بمزيد تحديد المؤسسات الصغرى وأنواع المهن التي تشتغلون على تنظيمها وتمثيلها.؟

جميع الورش التي تمارس مهنا تؤدي خدمات صناعية مباشرة للمواطن، كورشات الحدادة والبناء المعدني والخراطة، ونجارة الخشب أو الألمنيوم، وورش الميكانيك العام وميكانيك السيرات بأنواعها، ومقاولات البناء والدهن والتزويق، والكهرباء، والتجهيز الصحي، وقطاع المطاحن الصغرى المنتشر في الأحياء، وقاعات الحلاقة والتجميل، والمطاعم والمقاهي بما في ذلك محلات بيع الأكلات الخفيفة وبيع المكسرات، وصغار تجار الجملة، وتجار التفصيل، والقصابين، وتجار السمك، وأصحاب مكاتب الخدمات الذين يوفرون خدمات الإعلامية والهاتف بيعا وصيانة والمواد المكتبية ومحلات بيع الورود، ومحلات بيع منتوجات الصناعة التقليدية ذات العلاقة بالسياحة إلخ.. المهم أن لا ما لم يكونوا من منظوري منظمات موازية. فأنت ترى كم هي ضخمة كتلة المهنيين الذين نروم تجميعهم ونخرجهم من حالة التشتت والتهميش ونحميهم من الهشاشة. لقد أن الأوان لتكون لهم كلمة مسموعة وإرادة نافذة.

 

ما هي الأهداف الآنية أو الدائمة التي ترومون الوصول إليها في صلب منظمتكم؟

 

حسب البيان التأسيسي الذي أصدرناه بتاريخ أن الهدف الرئيسي الذي قامت منظمتنا من أجله هو توحيد صفوف منخرطينا والدفاع عن مصالحهم. وتمثيلهم في مختلف الملفات والمشاغل والاهتمامات لدى الدولة وصناع القرار عموما، إلى جانب أهداف أخرى تتعلق بحماية سلامة المؤسسات من اهتزازات السوق، وتطوير الكفاءات وإيجاد صيغ التكوين المستمر والترقية الشاملة مع توفير مختلف الخدمات الاجتماعية والثقافية التي ينبغي أن يتمتع بها منظورينا، والتي سنعمل على تحقيقها ميدانيا بإذن الله. يعني كما ترى هو عمل جمعياتي شبيه بما تقوم به المنظمات الوطنية الكبرى مع منظوريها.

في أي مرحلة أنتم في بعث منظمتكم؟ وهل واجهتكم صعوبات التأسيس الأولي؟

 

لقد أودعنا ملف الترخيص القانوني لدى مصالح رئاسة الحكومة منذ 04 ماي الجاري، وفي انتظار البت فيه نحن بصدد استكمال نقاشاتنا لبلورة رؤية مؤسسية لبناء منظمتنا التي نرجو أن تحتل مكانها في صلب النسيج الجمعياتي بتونس بكل اقتدار. وفي نفس الوقت نحن بصدد تفعيل خطة الانتشار داخل الجهات والقطاعات. كما أننا بصدد تعميق النقاشات من أجل بلورة إرادتنا وتضمينها صلب النظام الداخلي الذي سيكون دستورا يحتكم إليه كل منخرطي المنظمة.

هل تعتقدأن منظمتكم سيكون  لها حضور ناجع في المشهد الاقتصادي ؟

 

نحن نتلقى يوميا العشرات من الاتصالات من كل الجهات، تعبّر جميعا عن الرغبة في تعزيز المنظمة. هناك تفاعل كبير على الصفحة الرسمية للمنظمة. وقد شكلنا منهم لجانا استشارية وأخرى منكبّة على الملفات اقتصادية وقانونية، وأخرى منشغلة بملف الإعلام. فنحن الآن في حراك دائم ومضن من أجل استيعاب الجميع وتنسيق الأفكار والمقترحات والمبادرات. ونعتذر أحيانا لمن يبدي رغبته في الالتحاق بنا ممن لا تتوفر فيهم شروط الانخراط.ولكننا نساعد الجميع لتطوير طريقة عملهم

هل ترى ان  المشاريع الصغرى المنتمية للقطاعات المختلفة بامكانها تشكيل قوة اقتصادية مستقبلا ؟

كما سبق وقلت أن الوضعية حرجة ومدمّرة بالنسبة للشرائح المهنية الصغرى، وبالتالي فإن انتظاراتهم تتركز على سبل الخروج من الأزمة بأخف الأضرار. الجميع يبحث عن دوام المؤسسة وعن المساندة المالية التي هي من حقهم من ضمن المخصصات المالية للحكومة وفق خطة مواجهة كورونا. ونحن نشاطرهم في هذا. وقد خصصنا لهم حصصا اتصالية عبر الإعلام الالكتروني لإرشادهم لسبل الانتفاع من المساعدات المالية للدولة. ووضعنا خطة من شأنها أن تزيل العوائق القانونية أمام الذين وقع استثناهم المرسوم الحكومي عدد 308 بتاريخ 08 ماي 2020 من الانتفاع ببرنامج التخفيف من حدة تداعيات انتشار فيروس كورونا. هذا في الحالة الراهنة أما في الحالة الدائمة فالجميع يبارك قيام إطار صلب يأوي الجميع إليه ويشعر معه بالأمان والثقة في المستقبل.

 نترك لكم كلمة الختام توجّهونها إلى منظوريكم وإلى الرأي العام الوطني.

شكرنا الكبير لوسائل الاعلام  التي فاجأتنا بمواكبتها لنشاطنا رغم أنها ليست من الصحف العريقة. نتمنى لمنظورينا الخروج من هذه الأزمة الطاحنة بأقل الخسائر الممكنة، وأن يكون الغد أفضل بالنسبة لهم ولمؤسساتهم ولعائلاتهم وللشعب التونسي ككل، الذي نرجو له دوام السلامة والمعافاة من هذه الجائحة. ما نعد به كقيادة منظمة أن نستميت في الدفاع عن مصالح منظورينا، أن ننكب بكل جدية على معالجة الملفات الشائكة، وأن نخوض المفاوضات الاجتماعية مع الجهات الرسمية والمتدخلة بكل اقتدار. وندعو منظورينا إلى الالتفاف حول منظمتهم وهياكلهم، لأن قوتنا في وحدتنا. كما ندعو إلى مزيد التضامن بين التونسيين، وإلى الوحدة الوطنية التي من شأنها أن تسمو بتونس عن جميع أزماتها وتضعها في المكانة التي تستحق. فشعبنا كلّه طاقات واعدة ونتوسم فيه كل الخير ونعلق عليك الآمال العريضة.