الرئيسية / منوعات / الدولة التونسية تساهم في نشر الجهل والشعوذة والخرافة

الدولة التونسية تساهم في نشر الجهل والشعوذة والخرافة

 

 

يبدو ان كل مؤسسات الدولة التونسية اصبحت جاهزة لتكريس الجهل والخرافة رغم ادعاء سماسرة السياسة ان تونس دولة مدنية ….فقد تم تداول خبر الغاء شعبة علم الاجتماع بالمعهد العالي للعلوم الإنسانية بتونس المعروف بابن شرف.هذا القرار يعتبر جريمة في في حق هذا الاختصاص و في حق العلوم الانسانية  والشعب التونسي عموما . هذا القرار دليل على انهم يريدونها جامعة لتدريس الشعوذة و الجهل. يريدونها جامعة تدرس الخرافة و الاساطير.فمنذ سنوات تم  التعسف على العلوم الاقتصادية بادراج مادة خيالية اسمها المالية الإسلامية(اصبح للمالية دين.) على اعتبار اننا كنا ندرس مالية هندوسية كافرة . ثم تدرج عديد الاختصاصات في معارف لا فائدة اجتماعية و لا فردية و لا مجتمعية منها. مواد لا علاقة لها لا بالتنمية و لا بالعدل و لا بالتاريخ و لا بالفلسفة . تسند ايضا شهادة الماجستير و الدكتوراه في الخيال الاسطوري . كذلك يتحصل الاخوان على هذه الدرجات امام لجان و في توقيت غير معلن حتى انه بعد خمس سنوات سنجد ان كل قواعد الاخوان دكاترة و أطباء و مهندسين. دكتورا في السهو في الاستنشاق و الاستنثار . ماجستار في علوم الجن الكافر و امراض التلبس. ماجستار في الجن العاشق و اساليب طرده. سمعنا في صفاقس عن دكتورا في اثبات ان الارض مسطحة. نعم سنسمع عن دكتورا ايضا عن احد قرون ذو القرنين. و ماجستار بحث عن خشب عصا موسى.

الوضع يزداد تخلفا في ظل سياسات اعلامية تكرس المنابر العمومية للترويج للجهل و التخلف و العرافة و السخافة . كون هذا الوضع عقلية التواكل و الاعتماد على الغيب لتحقيق الاهداف. جهاز الحكومة مسؤول عن ذلك لانه يستطيع ان يتحكم في مجتمع تسوده الخرافة و الامية و تتربع الامية على مداركه. الحكومة لم تتمكن من مواجهة ثلة صغيرة من خريجي الجامعة و معطلين عن العمل فما بالك لو تحول كل الشعب الى متعلم.

نحن هنا نجابه استثمار الخرافة و تحويلها الى امر واقع في اذهان الناس للتحكم في سلوكهم. و لا نقصد بتاتا المس من مقدسات المجتمع على العكس فمقدسات المجتمع ثابت ايجابي في التاريخ و منه يتزود المجتمع بضميره و ضوابطه المشتركة غير ان ماعمل على الانطلاق منها لتأسيس منظومة سلطة الجهل او تنمية جانب الجهل في الناس ليصبح الجهل ذو قداسة فهذا مرفوض.

الدولة التونسية مازالت في القرن الواحد والعشرين تسمح للمشعوذين بمعالجة المواطنين باساليب الشعوذة والاعتداء على الاطباء وعلى المواطنين والتسبب لهم في اضرار تصل الى حد القتل والدولة التونسية مازالت تسمح للمشعوذين بممارسة الرقية الشرعية والاساليب المتخلفة والدولة التونسية مازالت تسمح للاعلام الغبي لتمرير المشعوذين والدجّالة ومنحهم فرصة التحيّل على المواطن …فهذه مشعوذة قالت للمنشط ساعيد الشعر لراسك الاصلع ولم يحدث ذلك ومشعوذ اخر قال انه عرقل حارس مرمى موجود في مصر ورغم ذلك تسمح السلط المسؤولة للمجرمين بممارسة التدجيل

على العموم اصل المشكل هو التواطؤ بالصمت على مثل تلك المشاريع فدارس التاريخ يعرف ان نابليون بونابرت قبل ان يرسل جيشه لمصر ارسل علماء الاجتماع لدراسة المجتمع هناك و كيف يفكر العقل في تلك البلاد و انتهى هؤلاء الى القول لنابليون انهم مستعدون لتقبل اي شيء من الحاكم او الغازي بشرط ان يكون مسلم . لهذا روى لنا التاريخ ان نابليون اعلن اسلامه أمام شيوخ الازهر و دخل جيشه مصر بسلاسة.