ننشر الرسالة التي كتبها المحامي الاستاذ الشريف الجبالي الذي يعاني المرض ولم يجد مساعدة من اصدقاء الامس …مع تمنياتنا له بالشفاء …..
الرسالة قبل الأخيرة
أكلت يوم غدرني مقربون ، و تخلى عني من كنت اتصورهم ظهرا لي و انا احارب الدولة العميقة و قوى رهيبة لا يسمح المجال لذكرها .
سلاحهم و ترهيبهم لم يخفني بل زادني صلابة .
سمهم لم يقتلني و إن كان ألحق ببدني دمارا شاملا .
لكن صمتكم دمّرني .
صمتكم هو ما يقض مضجعي .
عن اصدقاء مقربون اتحدث تشاركنا مع بعض الكثير عندما كنت انا و انسحبوا بهدوء بعدما صرت اليه .
اتحدث عن الشيخ راشد و الدكتور المرزوقي تحديدا لأنه بيننا عشرة و اكن لهما معزة خاصة ، و الأهم أني أعلم أنه بإمكانهما فعل شيء بخصوص علاجي بالخارج .
اتحدث عن صديق الدراسة و الزميل محمد عبو و اختي سامية عبو التي لم استوعب لحد الآن صمتها رغم انها تزورنا بإنتظام بإعتبارها صديقة العائلة .
اتحدث على الأقل عن ثلث نواب مجلس النواب ممن كنت اعرفهم و ووضعنا يوما اليد في اليد و اخص بالذكر منهم عبد اللطيف المكي لأنه رئيس لجنة الامن و الدفاع و هذا الأمر يهمه .
أتحدث عن الحقوقيين و المناضلين الذين اراهم يتطوعون و يدافعون عن كل شيء و خرست السنتهم حين احتجت الى كلمة منهم .
اتحدث عن المحاماة المناضلة التي كانت سندا لكل مظلوم ومكلوم و سدت ابوابها امام زميل لهم ان لم اقل تواطئت مع جلادي لتكتمل الجريمة .
زملائي المحامين خصوصا منهم الاصدقاء الذين عاشرتهم اكثر من عشرين سنة .
عن النقابات الامنية الشريفة التي جمعني و إياهم الميدان بعد الثورة للتصدي لكل سولت له نفسه الإنقلاب على الثورة و اهمس في أذنهم بأن ما حدث معي جريمة ارهابية بامتياز استعملت فيها مادة البولونيوم النووية و كان احرى ان تحضى قضيتي باهتمامكم لأنكم جدار الصد الآول لحماية البلاد من الإرهاب .
اتحدث عنكم جميعا لأنكم بقيتم تتفرجون و ان كانت قلوبكم معي و افواهكم تلهث لي بالدعاء فقد نزلتم للشارع و اعتصمتم من أجل أقل من هكذا جريمة بكثير .
اخيرا كلمة لا بد منها إياكم أن تتحججوا بعدم علمكم بحالتي أو أنهم ” غلطوكم ” فملفي لدى القضاء الذي بالمناسبة كان الوحيد الذي وقف معي في محنتي و أخيرا أحال ملفي التحقيقي لقطب الإرهاب بعد ان ثبت بالتحاليل و التقارير و الإختبار وجود مادة البولنيوم ببدني ، و لدى محامي الأستاذ العيادي ، و لدي و يمكن لأي منكم ان يتسلم نسخة منه ليعلم الحقيقة كما أني نشرت أوراق مهمة منه على جداري هذا أظن أنها كانت كافية لإفادتكم بحالتي .
تونس في : 2019/02/18
الأستاذ
محمد الشريف الجبالي
المحامي لدى التعقيب