الرئيسية / متابعات / صعود حزب تونسي محافظ يدافع عن الاسلام ويعادي المتاجرين به

صعود حزب تونسي محافظ يدافع عن الاسلام ويعادي المتاجرين به

صعود حزب تونسي محافظ يدافع عن الاسلام ويعادي المتاجرين به
نجح الحزب الدستوري الحر الذي تتزعمه المحامية عبير موسي في خطف الأضواء بتونس بسبب مواقفه الحاسمة من حركة النهضة العميلة لتنظيم الاخوان الارهابي مستفيدا من الأزمة التي يعيشها حزب نداء تونس بسبب الصراع بين أجنحته المتعددة، وآخرها بين المدير التنفيذي حافظ قائد السبسي، ورضا بالحاج أحد القياديين المؤسسين.
وارتفعت أسهم الحزب بالدرجة الأولى بسبب جرأة عبير موسي، وهي قيادية سابقة في حزب الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي. ولا تقف هذه الجرأة عند نقد حركة النهضة، والمطالبة بحلها ومحاكمة قياداتها وتحميلها مسؤولية تسفير الآلاف من الشبان التونسيين للقتال في ليبيا وسوريا، إذ تشكك موسي في أغلب المؤسسات التي تشكلت بعد ثورة 2011 مثل هيئة الانتخابات وهيئة الحقيقة والكرامة. وقد تضاعفت شعبية الحزب الدستوري الحر عندما اعلن انه حزب ديمقراطي محافظ يدافع على الاسلام ويعادي المتاجرين به فقط ويدافع على الحرية ويعادي الاعتداء على حرية الغير ويدافع على الوطن ويعادي العملاء بانواعهم واشكالهم ….
وحذرت موسي في وقفة احتجاجية، السبت، في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس من تزوير الانتخابات المقررة نهاية العام الجاري بسبب ما أسمته هيمنة “أطراف مشبوهة” ومتهمة بعلاقتها بالإرهاب.وتشهد الوقفات الاحتجاجية للحزب باستمرار زيادة ملحوظة في عدد المشاركين لدرجة ان الاعلام الذي قاطع الحزب باوامر وجد نفسه مجبرا على نقل انشطته المختلفة …
وأعلنت عبير موسي أن الحزب سيطعن أمام القضاء في تسمية حزب “تحيا تونس”، المحسوب على رئيس الحكومة يوسف الشاهد، إن حصل على التأشيرة بهذا الاسم، واستغربت الحضور الكاسح لحزب لم يتأسس بعد قانونيا فيما أحزاب أخرى مثل حزبها لا يتم الاهتمام به إعلاميا.
وتسعى عبير موسي لاستقطاب جزء من الجمهور الانتخابي الذي دعم نداء تونس في انتخابات 2014 تحت عنوان معاداة المشروع المجتمعي لحركة النهضة قبل أن يتراجع الحزب عن ذلك بعد الانتخابات ويتحالف معها في تشكيل الحكومة.
ويقول مراقبون للشأن التونسي إن الحزب الدستوري الحر قد يكون الحزب الاول مستقبلا
ويشير هؤلاء إلى أن حزب الشاهد ولد ميتا يحاول أن ينأى بنفسه عن حركة النهضة بإصدار بعض التصريحات المعزولة، لكنه إلى الآن لا يزال يتحالف مع النهضة في الحكومة، وتحوم شكوك بشأن تنسيق مواقفهما بخصوص الانتخابات القادمة وما بعدها، خاصة ما تعلق بالمرشح الرئاسي، وهو عنصر ستستفيد منه عبير موسي لاستقطاب الفئات الغاضبة من النهضة.
الحزب الدستوري الحر يستمد قوته من اقبال القواعد عليه وكذلك الكفاءات والاطارات التونسية فهو لايكتفي بالكلام بانما بالفعل وهو يستعد لاصدار بنامج الحزب المتكامل وسبق له ان اصدر مشروع دستور لتغيير النظام الاساسي
كما ان الحزب يستمد قوته من هياكله في الجهات وهي هياكل قادرة على القيام بدور هام في الحياة السياسية التونسية مستقبلا ولها اشعاع وشعبية تسمح لها بذلك فجهة صفاقس ساهمت في كل انشطة الحزب وساهمت في نجاحه بفضل اطاراتها على غرارالقيادي الشاب وسام الشعري رئيس اللجنة الانتخابية ببلدية صفاقس والذي قاد القائمة الانتخابية البلدية وفازت بثلاثة مقاعد في احدى اكبر بلديات الجمهورية التونسية في تلك الفترة التي كان فيها الحزب يخطو خطواته الاولى
كما ان جهة صفاقس كان لها مساهمة كبيرة في نجاح فكرة الاحتفال بذكرى الثورة التونسية 18جانفي 1952 وهو الاحتفال الذي يلغي الحديث عن ثورة 14جانفي ويعتبرها مؤامرة صهيونية امبريالية على تونس حتى ان قواعد الحزب اليوم يطالبون بان تكون الاحتفالات بعيد الاستقلال في كامل مناطق الجمهورية من تنظيم الحزب وهياكله في الجهات خاصة وان الشعب التونسي لم يحتفل بعيد الاستقلال منذ8سنوات وهو الذكرى الوطنية الاكثر اهمية في تاريخ تونس الحديث والتي سعت احزاب العمالة للخارجي الى تجاهلها لان استقلال تونس كان بمثابة القطيعة مع الاستعمار الفرنسي والعربي والعثماني حتى ان مصطلح الامة التونسية كان مستعملا بكثر بما في ذلك اسم البرلمان الذي كان اسمه مجلس الامة في بداية الاستقلال قبل ان تعود العقلية الاستعمارية العروبية ثم تم تعزيزها بالولاء للمستعمر العثماني بعد مؤامرة الربيع المخابراتي الامريكي …..وتبقى اهم نقاط ضعف الحزب ما يتعلق بالاعلام والتواصل وعدم استغلاله لكفاءات القياديين وابرازهم وعدم اجراء انتخابات محلية تجعل الحزب اقوى واكثر تماسكا للصمود امام العواصف وبعض العوائق الناجمة عن طريقة تفكير اللجنة المركزية للحزب وبرامجها ….ويرى العديد من الخبراء ان الحزب الدستوري الحر استمد قوته من مرجعيته الدستورية من فكر الثعالبي وبورقيبة وبالتالي فهو محافظ واجتماعي وحداثي تونس يدافع عن تونس والاسلام ويعادي المتاجرين بالدين والعملاء للاجنبي لذلك استقطب اغلب التونسيين …..
بقلم ..بلقاسم الخماري